الجهل نعمة

الجهل نعمة

 
بقلم الدكتور وائل نصار
 
لماذا الجهل نعمية ...؟ فجأة ظهرت بعض المواقع الاباحية المنتشرة بشكل كبير جدا علي شبكة الانترنت بفكرة تفوق العقل خاصة علي مجتمعاتنا العربية والمسلمة وهي الاغرائات المالية للمرهقين في مجتمعنا .. بوضوح اكبر تقدم هذه المواقع المال من اجل أن يقوم هؤلاء المراهقين بعملية تصوير من خلال الموبايل وإتاحة عملية رفع هذه الفيديوهات علي الموقع مباشرة وكلما كان الفيديو قوياً وساخناً كلما يزيد الأجر ، فيقوم هؤلاء المراهقين بتصوير أمهاتهم وأخواتهم وخالاتهم وعماتهم وكل أنثي متواجدة داخل المنزل الذي يقيم فيه هذا المراهق ، فانتشرت مؤخراً فيديوهات لمراهقين يضعون كاميراتهم داخل غرفة نوم الأم لتصويرها وهي تبدل ملابسها بعد خروجها من الحمام أو وضع الكاميرا في الحمام نفسه أو تصوير الأم أو الأخت وهن بملابسهن الخفيفة داخل بيوتهن ، فإذا كان العلم بالتكنولوجيا يصل بنا الي هذه الدرجة فالجهل بها أكبر نعمة ، الي هذا الحد وصل بنا الحال في مجتمنا المصري الذي غاب فيه الرقابة علي الابناء خاصة المراهقين منهم وخروج بعض البرامج التليفزيونيه التي لا تري من مشاهدة هذه المواقع عيب أو خطيئة ، وانتشار الأجهزة المحمولة التي تتصل بشبكة الانترنت بشكل دائم ، وصل بنا الحال الي عرض اعراضنا علي شبكة الانترنت مقابل 50 دولار امريكي ، هي عوامل كثيرة وكبيرة تدق ناقوس الخطر بل وتقول أننا بالفعل داخل دائرة الخطر بغياب الواعظ الديني والاخلاق والتربية الحسنة .


أصدرت شركة انجليزية متخصصة في عمل ابحاث ورصد لمتابعة المواقع الاباحية تقريرها بأن أول دولة عربية من حيث الدخول علي هذه المواقع هي العراق وتليها مصر وأصبح مدمنون مشاهدة المواقع الاباحية في مصر يعد بعشرات الآلاف ، سابقاً كان من يشاهد هذه المواقع لا يضر الا نفسه والآن أصبح هو ذاته خطر علي أسرته ومجتمعه مقابل متعته والمقابل المادي المغري ليمتع غيره من هلؤلاء المدنين بعرض أمه وأخته لهم .
نعم أيها السادة نحن الآن في كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معني ، الآن لا نشعر بالأمان ونحن في منازلنا وغرف نومنا بل ونحن نتسوق في الشارع لأن هناك من يصور نسائنا والتركيز علي مناطق معينة في اجسادهن لأن الأغرائات المادية المصاحبة للإدمان من مشاهدة هذه المواقع أودي بنا الي حالة الخوف وعدم الأمان من أن نعيش في مجتمع مثل هذا ، وأنا أحسد أهل الريف والقري الذين لم يصلهم هذا الحد من الاسفاف وعدم التربية وعدم الايمان والتدين وإن كنت أتمني ذلك ، أحدسهم بأنهم علي جهل بكل ما يأتينا من مشكلات تكنولوجية فجهلهم هذا نعمة أتمناها ، ناهيك عن المشكلات الأسرية الأخري التي تلعب فيها التطبيقات التكنلوجية في هواتفنا دور كبير في هدم العديد من الأسر المصرية والعربية وتسببها من توتر في العلاقات التي تنتهي بشكل كبير بالطلاق .
هذا ايها السادة هو الوجه الأسود للتكنولوجيا التي يستغل اصحابها من لديهم قلوب ضعيفة وعقول ضائعة لكي يكونوا أداة في يد من يريدون الإضرار بهذا المجتمع وهذا الدين ، ولا أقول ألا نستخدم التكنولوجيا بالكلية ولكنني أقول استخدمها فقط فيما  يفيدني وينفعني ، فالخمر علي الرغم من أنه فيه منافع الا أنه محرم والطلاق وإن كان حلالاً فإنه بغيض ، وهنا يأتي دور المجتمعات الحقوقية والمجلس القومي للأسرة ووزارة الشباب وكل أجهزة الدولة والأسرة ليعرفوا هذا الخطر الذي اصبح شبابنا فيه لابد وان يقوم كل فرد في هذا المجتمع بدوره بداية من الأب والأم مرورا بالمدرسة والمسجد ثم الأزهر والاعلام وانتهاءا ً بكل المجتمع ، ففروا الي الله بقلوبكم وعقولكم وأجسادكم فلا مخرج مما نحن فيه إلا بالرجوع إليه .