الجهل نعمة
بقلم الدكتور وائل نصار
أصدرت شركة انجليزية متخصصة في عمل ابحاث ورصد لمتابعة المواقع الاباحية تقريرها بأن أول دولة عربية من حيث الدخول علي هذه المواقع هي العراق وتليها مصر وأصبح مدمنون مشاهدة المواقع الاباحية في مصر يعد بعشرات الآلاف ، سابقاً كان من يشاهد هذه المواقع لا يضر الا نفسه والآن أصبح هو ذاته خطر علي أسرته ومجتمعه مقابل متعته والمقابل المادي المغري ليمتع غيره من هلؤلاء المدنين بعرض أمه وأخته لهم .
نعم أيها السادة نحن الآن في كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معني ، الآن لا نشعر بالأمان ونحن في منازلنا وغرف نومنا بل ونحن نتسوق في الشارع لأن هناك من يصور نسائنا والتركيز علي مناطق معينة في اجسادهن لأن الأغرائات المادية المصاحبة للإدمان من مشاهدة هذه المواقع أودي بنا الي حالة الخوف وعدم الأمان من أن نعيش في مجتمع مثل هذا ، وأنا أحسد أهل الريف والقري الذين لم يصلهم هذا الحد من الاسفاف وعدم التربية وعدم الايمان والتدين وإن كنت أتمني ذلك ، أحدسهم بأنهم علي جهل بكل ما يأتينا من مشكلات تكنولوجية فجهلهم هذا نعمة أتمناها ، ناهيك عن المشكلات الأسرية الأخري التي تلعب فيها التطبيقات التكنلوجية في هواتفنا دور كبير في هدم العديد من الأسر المصرية والعربية وتسببها من توتر في العلاقات التي تنتهي بشكل كبير بالطلاق .
هذا ايها السادة هو الوجه الأسود للتكنولوجيا التي يستغل اصحابها من لديهم قلوب ضعيفة وعقول ضائعة لكي يكونوا أداة في يد من يريدون الإضرار بهذا المجتمع وهذا الدين ، ولا أقول ألا نستخدم التكنولوجيا بالكلية ولكنني أقول استخدمها فقط فيما يفيدني وينفعني ، فالخمر علي الرغم من أنه فيه منافع الا أنه محرم والطلاق وإن كان حلالاً فإنه بغيض ، وهنا يأتي دور المجتمعات الحقوقية والمجلس القومي للأسرة ووزارة الشباب وكل أجهزة الدولة والأسرة ليعرفوا هذا الخطر الذي اصبح شبابنا فيه لابد وان يقوم كل فرد في هذا المجتمع بدوره بداية من الأب والأم مرورا بالمدرسة والمسجد ثم الأزهر والاعلام وانتهاءا ً بكل المجتمع ، ففروا الي الله بقلوبكم وعقولكم وأجسادكم فلا مخرج مما نحن فيه إلا بالرجوع إليه .