ودقت طبول الحرب
أكتب اليوم مقالى هذا بعد توقف دام لفترة طويلة امتنعت فيها عن الكتابة بشكل عام وذلك لإعتراضي على الجو الفاسد الذى نعيشه من تردى اخلاقي عام بين من هو مع ومن هو ضد واستياد نظرية من لم يكن معي فهو ضدي ولكنني عدت اليوم من أجل سوريا واطرح على نفسي بعض الأسئلة ومحاولة الإجابات عليها كي احاول ان اصل لإدراك ما يحدث الآن هناك وابدأ بهل ضاعت سوريا الي الأبد ؟ هل انتهت حضاراتها ؟ قيمها ؟ أدابياتها؟ هل انتهي الكثير من الشعب السوري الي الأبد؟ والأهم لماذا كل هذا ؟
بعد متابعتي الدقيقة في الآونة الأخيرة لما يحدث علي أرض سوريا وتصفية الحسابات الدولية واستخدامها كملعب لكرة القدم يلتقي فيه طرفين كان من المستحيل أن يجدوا مكان للتلاقي فيه افضل من سوريا ولالأسف دقة طبول الحرب العالمية الثالثة أمريكا من ناحية وروسيا من ناحية والبنتاجون من ناحية وتركيا وايران والجيش الحر وداعش والجيش السوري وحلفاء هؤلاء ومعارضين هؤلاء وكأنها بالفعل التقاء عالمي علي ارض ارتضي اهلها ان يضيعوها فهل ضاعت سوريا ؟ الحقيقة إن لم تكن ضاعت بالكلية بعد هذه الحرب فهي علي القل أمامها فيما لا يقل عن 100 عام لكي تستطيع ان تذكر العالم انها كانت موجودة من قبل ، وبالنسبة للحضارة السورية العريقة فإن لم تكن لديها سجل مكتوب فلم يكن لها وجود ، اما عن أدبياتها فالمعروف فمنها فقط هو من سينجوا لأنه موجود في الدول الناجية مؤقتاً من هذه الحرب والشعب السوري بالفعل ضاع الكثير منه الا من رحم ربي وبالفعل تشتت وتقطعت به السبل فاصعب ما يحل علي المرء أن ينتزع منه وطنه ويصبح بلا وطن بلا ارض بلا حضارة بلا عادات وتقاليد ويصبح متبعثراً بين عادات وتقالية واعراف من يلجء للعيش لديهم ، "لكي الله يا سوريا " شعار تردد كثير نعلن فيه قيلة حيلتنا وعجزنا في المساعدة وندع الأمر كله لله فأي محاولة منا جميعا للتدخل فأنت اصبحت شريك أو طرف في هذه الحرب .
والسؤال الأهم هنا لماذا كل هذا ؟ علي مدار 8 سنوات من النزاع السوري السوري والسوري الدولي ما هو الا غباء اصر علي العناد من جميع الأطراف فمتي اتضيت تدخل اي طرف غريب بينك وبينك فهذا اعلان عن التخلي للقضية الأصلية وتصبح قضية شخصية فمن لديهم غطاء ديني يحولونها بين السنة والشيعة ومن لديهم طمع سلطوي يدركونها تحت بند الإرهاب ومن لديهم معارضة سياسية يعملون علي اثبات بأن سوتهم هو الأعلي ومن لديه رغبة توسعية ومن لديه نظره انتقامية ومن لديه تدميرات مستقبلية ومن لجيه كره عرقي كل هذا جعل من سوريا ملعب المونديال بلا كاسب غير امريكا وروسيا والباقين اما متفرجين او مشاركين في التصفيات الأولي فقط فعلا " لكي الله يا سوريا "